بغض النظر عن اختلاف المستوى المادي، تكتشف من السطور التالية بالمفأجاة، تأثير الأموال على طبيعة الأشخاص، ففي جامعة كاليفورنيا، أقيم عدد من التجارب بغرض البحث في العلاقة بين سلوك الأشخاص وعدم المساواة بالدخل، وكانت النتيجة صادمة.
فأول ما تبين من التجربة، الرابط بين السلوك غير اللائق ومقدار الثروة، حيث تغير سلوك المشاركين للأسوأ، فور إحساسهم بزيادة ثرواتهم.
وفي إحدى التجارب، وضع الباحثون كل مشارك في غرفة الانتظار، ووضعوا صحنا من الحلوى على الطاولة مع إخبارهم أن الحلوى مخصصة للأطفال القادمين بعد انتهاء الجلسة، ولكن بإمكانهم تذوق القليل منها، وكانت المفاجأة بقيام المشاركين الأعلى دخلا بتذوق الحلوى بنسبة تصل لضعف الأقل دخلا.
أما التجربة الثانية فكانت بهدف اختبار الصدق والأمانة لدى الأفراد المختلفين في مستوى الدخل، حيث تم اختبار أماناتهم في رمي النرد بلعبة "المونوبولي"، مع وجود جائزة مالية بسيطة للفائز، ووجد الباحثون أن الأشخاص الأغنياء لديهم القابلية للغش أربع مرات، أكثر من الأقل دخلا، رغم أن الجائزة المالية كانت مبلغا صغيرا جدا، حيث بلغت 50 دولارا فقط.
ودفعت التجربتين الباحثين للتساؤل عن السر في هذه الفوارق، هل هو المال فقط أم أمور أخرى.
لذلك قام الباحثون بعمل تجربة أخرى، بجعل بعض المشاركين يشعرون بالغنى أكثر من المشاركين الآخرين، من خلال لعبة "المونوبولي"، وببساطة تم وضع شخصين للعب، أحدهما يبدأ اللعب ومعه 2000 دولار، ويلعب نردين "النرد هو الزهر"، بينما الآخر يبدأ بـ 1000 دولار، ويلعب بنرد واحد فقط، إضافة إلى ذلك، فإن أحجار اللاعبين كانت مختلفة، فالغني حصل على مجسم لسيارة رولز رويس الفخمة، بينما كان الآخر "الفقير" يلعب بالحجر العادي.
وبعد انتهاء اللعبة وجد الباحثون النتائج التالية:
- اللاعب ذو الـ 2000$ كان ذو عزيمة أكبر للفوز وغالبا ما تنتهي اللعبة بفوزه.
- اللاعبون الأغنياء، وبغض النظر عن مقدار ثرواتهم خارج اللعبة، كانوا يزدادون تعجرفا مع الربح، ويبدون تواضعا عند الخسارة.
- اللاعبون الأقل غنى في الحقيقة بدأت تظهر عليهم ملامح العجرفة، وتصرفوا بشكل غير لائق عند الفوز.
- بعد انتهاء اللعبة، تم سؤال اللاعبين الأغنياء بعد فوزهم إن كانوا يستحقون الفوز؟
وكانت الإجابة "نعم بالمطلق"، مع ملاحظة أنهم تجاهلوا كل العوامل المساعدة في فوزهم، ونسبوا الفوز لذاتهم.
أما التجربة الأخيرة فكانت جزءا من التجربة السابقة، حيث تم وضع علبة من الحلوى على الطاولة بجانب اللاعبين، واختبار كيف سيتعاملون معها، وأكل اللاعبون الذين بدأوا اللعب بمبلغ 2000 دولار، أكثر من اللاعبين الآخرين، وكانوا أقل تهذبا في طريقة الأكل. وبالمقابل تم إظهار النقيض من اللاعبين الذين لعبوا بـ1000 دولار، حيث أكلوا أقل وكانوا أكثر كرما وعطاء وتهذيبا وعرضا للمساعدة.
إرسال تعليق